EYE'S LOVE CLUB
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» 1000000 مشاركة
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الأحد يونيو 23, 2024 9:21 am من طرف k-starnight

» اكسسوارات للعروس
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الثلاثاء مايو 28, 2013 12:11 am من طرف لوليتا

»  أعرفي شخصيتك من وزنك
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 11:56 pm من طرف لوليتا

» سجل حضورك بالصلاة على المصطفى..
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 11:52 pm من طرف لوليتا

» صور الممثلة المكسيكية maite perroni
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 10:38 pm من طرف المتيم

» أحذية أطفال
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 10:34 pm من طرف المتيم

» أسرع حيوان.. مهدّد بالإنقراض
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 10:33 pm من طرف المتيم

» عطر فرزاتشي للرجال
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 10:00 pm من طرف لوليتا

» تسريحات 2014
رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Icons35الإثنين مايو 27, 2013 9:56 pm من طرف لوليتا


رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم

اذهب الى الأسفل

رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Empty رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم

مُساهمة من طرف الليدي الأحد يوليو 24, 2011 11:04 am

من روائع الأدب العالمي

قصة "رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم

لست أدري كيف حدث هذا على وجه التحديد, ولكنه كان مقدرًا لي أن أمقت هذا الذي يدعى"ماكس كلادا" قبل أن أعرفه! وكانت الحرب قد وضعت أوزارها, وقد اضطربت حركةُ السفر بالسفن عابرات المحيط اضطرابا شديدًا, حتى إنه لم يكن يسع المسافر إلا أن يقبل أي مكان يخصص له, ولو كان مكانا ضيقًا على ظهر الباخرة!
لهذا شكرت الظروف التي مكنتني من الوصول إلى"كابين" ذي سريرين, ولما قيل لي إن اسم زميلي في الكابين"ماكس كلادا" أخذ قلبي يدق بسرعة إذ سأقضي أربعة عشر يوما في البحر بين "سان فرانسيسكو" و "يوكوهاما" وأنا في صحبة زميل واحد طوال الوقت, خاصة أنه يدعى ماكس كلادا؟! لا شك أنني سأكون أقل امتعاضا وتبرما لو كان لرفيقي هذا اسم طريف "كسميث أو براين" مثلاً !



# # #


وما كدت أصل إلى السفينة حتى تبين لي أن أمتعة" السيد "كلادا" قد سبقتني إلى "الكابين" , وقد كرهت لأول وهلة شكل أمتعته, وتلك الحقائب الضخمة التي كانت تعلوها بطاقات كثيرة تحمل أسماء أكبر فنادق العالم, وكان الرجل قد أخرج منها كل أدوات الزينة, ورصها منسقةً على الرف الزجاجي الذي يعلو حوض الغسيل , فتركت حقائبي بالكابين, ثم قصدت إلى غرفة التدخين بالباخرة , وطلبت إلى الغلام أن يحضر لي بعض أوراق اللعب, فلما جاءني بها أخذت أقتل الوقت بلعبة"الصبر". ولم تكد تنقضي لحظة حتى اقترب مني رجل ناداني باسمي , ثم خاطبني قائلا وعلى شفتيه ابتسامة لا تحمل أي معنى:
- أنا أدعى"كلادا" .. "ماكس كلادا".
وقبل أن أنطق بكلمة واحدة , كان قد استقر في المقعد المقابل! فقلت له في غير اهتمام:
- أظن أننا شريكان في كابين واحد؟
- هو ذلك. الواقع أن المرء لا يستطيع أن يعرف هذه الأيام من ذا الذي سيكون رفيقه في السفر, غير أنني سررت كثيرًا عندما عرفت أنك إنجليزي , فمن الخير لنا نحن الإنجليز أن نعيش متلازمين, حينما نكون على سفر خارج بلادنا.
- وهل أنت إنجليزي؟
- أحسب أنك تظنني أمريكيـًّا . أليس كذلك؟ أؤكد لكَ أنني إنجليزي من قمة رأسي إلى أخمص قدمي!
ولكي يثبت لي السيد "كلادا" شخصيته الإنجليزية , أخرج جواز سفره من جيبه بحركة سريعة, وقربه كثيرًا من عيني حتى كاد يلامس طرف أنفي. وكان الرجل قصير القامة , أسود الشعر , تعلو وجهه سمرة خفيفة. وكان يتكلم الإنجليزية بطلاقة وبأسلوب سليم , ولباقة جمة متكلفة. كان كل هذا يؤكد لي أني لو فحصت هذا الجواز الذي يقدمه لي بعناية لأدركت أنه ولد بأرض سماؤها صافية , تبعد كثيرًا عن إنجلترا ذاتها. ومرت لحظة من الصمت بددها الرجل بقوله:
- ماذا تشرب ؟
فنظرت إليه وقد تملكتني دهشة بالغة , فقد كانت الأوامر بمنع تقديم الخمر في السفن الأمريكية لا تزال قائمة, وكانت كل الدلائل تدل على أن السفينة لا تحمل أي نوع من الخمور. غير أن السيد "كلادا" لم ينتظر حتى أجيب , وإنما أضاف قائلا على الفور: "ويسكي" بالصودا ؟ .. أم مارتيني؟ ما عليك إلا أن تذكر الاسم فحسب.
وأخرج زجاجة صغيرة من كل جيب من جيوبه , ثم نادى الساقي , وطلب إليه أن يحضر كأسين وبعض الثلج , ثم قال لي بلهجة الواثق المطمئن:
- لا تهتم بالشراب , فلدي منه الكثير , وإن كان لك أصدقاء في هذه السفينة فأبلغهم أن رفيقك في السفر لديه كافة أنواع الخمور المعروفة في العالم.



# # #

والحق أن زميلي كان ثرثارًا , فقد تحدث عن"نيويورك" و "سان فرانسيسكو" , كما تحدث عن أفلام السينما ونقد المسرحيات , ثم أفاض في كلامه عن السياسة وعن الحرب. وكنت قد أزحت ورق اللعب جانبـا عندما جلس الرجل أمامي , غير أنه لما بدا حديثه الذي لا يكاد ينتهي وجدت نفسي أعود بحركة آلية إلى أوراقي أنسقها من جديد. ومرت لحظات وأنا على هذه الحال, وفجأة, سمعت السيد "كلادا" يقول:
- كلا , كلا . الأفضل أن تضع الثلاثة فوق الأربعة !
والواقع أنه ليس ثمة ما هو أكثر إزعاجا للمرء من أن يحدثه إنسان بما يجب عليه أن يفعل وهو يلعب لعبة "الصبر" . ولهذا , فقد نحيت أوراق اللعب مرة أخرى , وفي عزمي ألا أعود إليها إلا بعد انصراف هذا الزميل الفضولي الثرثار . ولكن لشد ما أدهشني أنه أمسك بالورق وهو يقول:
- أتحب أن ترى بعض الألعاب الورق السحرية ؟
فأجبته قائلا وقد تملكني الغيظ :
- كلا فأنا أكرهها !
- بل سأريك واحدة منها , ولا شك في أنها ستعجبك.
وسرعان ما قرن القول بالعمل , فأراني ثلاثا منها في سرعة البرق ! ولما قلت له إني ذاهب إلى غرفة الطعام لأنتقي مقعدًا مناسبا لي , صاح قائلا في حماس ظاهر :
- لا داعي لأن تتعب نفسك , فقد اخترت لك بنفسي مقعدًا , وبما أننا نقيم في كابين واحد , فمن الطبيعي إذًا أن نجلس معـًا إلى مائدة واحدة.
وكرهت السيد "كلادا" أكثر من ذي قبل . ذلك أني لم أكن أشاركه "كابينـًا" واحدًا أو أتناول طعامي إلى جانبه ثلاث مرات فحسب , بل الواقع أني كنت لا أستطيع أن أجول على ظهر الباخرة دون أن يكون ملازمـًا لي, إلى حد أني اقتنعت أخيرًا بأن الإفلات منه أمر محال , وكان أكثر من ذلك استحالة أن تقنعه بأنه شخص غير مرغوب فيه. فقد كان يثق أتم الوثوق من أنك تسر لرؤيته, تماما كما يسر هو لرؤيتك , ولو أنه زارك في بيتك فأغلقت الباب من دونه وقذفت به إلى أسفل السلم لما خطر بباله قط مع ذلك أنه زائر ثقيل غير مرغوب فيه!
وكان "ماكس كلادا" يتعرف إل الناس في سهولة بالغة, فلم تكد تنقضي ثلاثة أيام على رحيل السفينة, حتى كان قد عرف كل من فيها, وكان يشرف على سباق الخيل الخشبية , ويسحب أوراق اليانصيب , ويجمع النقود للجوائز المالية , وينظم حفلات الرقص التنكرية , وينسق البرامج لفرقة موسيقا السفينة. كان في كل مكان , وكان يقوم بكل عمل , وكان إلى جانب هذا أول المكروهين في هذا العالم الصغير الذي تعد السفينة حدوده.
وقد أطلقنا نحن المسافرين على السيد"كلادا" اسم "الرجل الذي يعرف كل شيء" وصرنا نناديه بهذا الاسم , فلم يكن يغضب لذلك , بل إنه كان يجد نوعا من الإطراء لشخصه , والثناء عليه! وكان الرجل أثقل ما يكون ظلا في أوقات تناول الطعام , إذ كنا جميعا تحت رحمته في هذا الوقت بالذات , فهو يناقش كل إنسان , ويتحدث في كل موضوع , ويعرف مالا يعرفه سواه , ولا يدع شيئا مهما كان تافها صغيرًا إلا وجادل فيه , ثم لا يكف عن الجدل بعد ذلك إلا بعد أن ترى نفسك مضطرًا إلى التسليم بما يقول!
كان يجلس معنا إلى المائدة, التي كان يتصدرها طبيب السفينة بصفة دائما , رجل شبيه بالسيد "كلادا" في كثرة الجدل اسمه"رمزاي" وهو أمريكي ضخم الجسم , يعمل في السلك السياسي , قنصلا لبلاده في كوبا. وقد عرفنا أنه كان عائدا إلى مقر عمله , بعد عطلة قصيرة قضاها في نيويورك , ليحضر زوجته التي كانت قد قضت بها أكثر من عام في زيارة لأسرتها.
كانت زوجة السيد "رمزاي" سيدة جميلة صغيرة الجسم , على قدر كبير من روح المرح والدعابة , وتلبس دائما ثيابا بسيطة, فالخدمة في السلك القنصلي لا توفر للقائم بها عادة أجرًا كبيرًا , ومع ذلك فقد كانت لهذه السيدة على بساطة ملبسها صورة تستوقف النظر , لا أعرف كيف أعبر عنها بالكلمات , فهي لا تتميز عن أية امرأة أخرى متوسطة الجمال , وقد تمر بعشرات مثلها في كل وقت في طريقك , غير أنها كانت مع ذلك تشع بهاءً وفتنة , كوردة ساحرة في معطفها القاتم اللون.




# # #


وذات يوم وكنا جلوسـًا إلى مائدة الغداء كالعادة , تطرق الحديثُ مصادفةً إلى الحلي والجواهر, وكانت الصحف قد نشرت مقالا طويلا عن صناعة الجواهر الزائفة في اليابان , وعن إتقان اليابانيين لهذه الصناعة. وقد عقب طبيب السفينة على هذا الحديث بقوله إن صناعة الجواهر الزائفة قد أصابت من النجاح ما هو خليق بأن يقلل من قيمة الجواهر الحقيقية. فاندفع السيد"كلادا" عندئذ يجادل ويناقش على عادته , وما كنت أظن أن السيد "رمزاي" القنصل يمكن أن يكون هو الآخر خبيرًا بشأن الجواهر الصحيحة والزائفة, غير أنه لم يستطع أن يقاوم عادته فتدخل بدوره في المناقشة بحماس ظاهر . وهكذا احتدمت بين الرجلين معركة كلامية حامية الوطيس. ولعل القنصل قد قال شيئا ضاق به صدر السيد "كلادا" لأن هذا الأخير ضرب المائدة بقبضة يده ليؤكد كلامه , وهو يقول بصوت عالٍ :
- إني أعرف ما أقول , وأنا في طريقي إلى اليابان خصيصا لبحث صناعة الجواهر الزائفة , ولا يوجد في العالم كله من يعرف هذا الموضوع مثلي, أو يقول لكم إن "ماكس كلادا" ليس حجة فيه. إني أعرف أيها الأصدقاء تاريخ كل جوهرة ثمينة في العالم.
وكان الحديث جديدا بالنسبة إلينا عن حقيقة عمل "الرجل الذي يعرف كل شيء" , إذ لم يسبق أن ذكر لنا أي شيء عن عمله , وإن كنا قد عرفنا أنه ذاهب إلى اليابان في مهمة تجارية.
ودار "كلادا" بعينيه يتفحص وجوه الحاضرين , وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ظافرة , ومضت لحظة صمت ثم أضاف يقول :
- يتحدث السيد"الدكتور" عن أن صناعة الجواهر الزائفة سوف تؤثر في قيمة الجواهر الحقيقية , ولكني أستطيع أن أؤكد لكم العكس..
وصمت لحظة قصيرة كأنما يريد أن يتبين وقع كلامه في نفوس الحاضرين , ثم استطرد يقول:
- وأؤكد لكِ يا سيدة "رمزاي" أن هذه الجوهرة التي في عنقك لن تفقد مليمـًا واحدًا من الثمن الذي دفعته فيها.
وما إن سمعت السيدة "رمزاي" عبارته الأخيرة حتى انتفضت انتفاضة مفاجئة , وسرعان ما تمالكت نفسها وأمسكت بالسلسلة في بساطة, ووضعتها في صدرها تحت الثوب في أمان , وكأنها تشعر بقلق شديد من ناحيتها!!
ومال السيد "رمزاي" قليلا إلى الأمام بعد أن أغمض إحدى عينيه , وغمز لنا بطريقة ذات مغزى خاص:
- إن هذه السلسلة التي تلبسها زوجتي جميلة ولا شك يا سيد "كلادا".
- نعم , وقد عرفتها من أول نظرة , فهي من أحسن أنواع الماس.
فهزَّ السيد "رمزاي" كتفيه العريضتين وهو يقول:
- الواقع أني لم أدفع فيها شيئـًا ويهمني أن أعرف ثمنها!
فظهرت إمارات الاهتمام على وجه السيد "كلادا" وقال بلهجة من يدلي بنبأ بالغ الخطورة :
- أؤكد لكَ أن ثمنها لا يقل بحال من الأحوال عن خمسة عشر ألف دولار , وإن كان من اشتراها قد ابتاعها من "الشارع الخامس", فلا يدهشني أن يكون الثمن قد ارتفع إلى ثلاثين ألفـًا!
وارتسمت على شفتي القنصل ابتسامة ساخرة وهو يقول:
- قد تكو مفاجأة لكَ يا عزيزي السيد "كلادا" أن تعلم أن زوجتي قد ابتاعت هذه الحلية من أحد المحال التجارية بثمانية عشر دولارًا فقط يوم أن غادرنا نيويورك!
فانتفض السيد "كلادا" في مقعده كمن لدغه عقرب , وصرخ قائلا بصوت تفيض نبراته بالمعارضة والاحتجاج:
- كلا , أبدًا . هذا غير ممكن. إنك تسخر مني يا سيد "رمزاي"!
- أتراهنني ؟ أتراهن بمائة دولار على أنها جواهر زائفة ؟
- نعم أراهنك !
وهنا تدخلت السيدة "رمزاي" في المناقشة التي قامت بين الرجلين , فقالت تخاطب زوجها في صوت هادئ النبرات :
- ولكنك لن تراهن يا عزيزي على شيء تعرف أنت حقيقته من قبل , وإلا ... فإن السيد "كلادا" يكون مغبونـًا في هذا الرهان!!
- كيف تتاح لي فرصة سانحة للحصول على مائة دولار من أسهل طريق , ثم أتركها تمر دون أن أغتنمها ؟ لا شك في أنني لو فعلت ذلك لكنتُ غبيـًّا أحمق !
- ولكن , كيف يمكنك أن تثبت ما تقول , وليس معي ما يدل على الثمن الذي دفعته , إن المسألة كلها لا تعدو أن تكون مسألة أقوال فحسب!
- لست أريد إثباتـًا من أي نوع , وكل ما أطلبه هو أن أفحص هذه الماسات , وسوف أخبركم بسرعة عن حقيقة أمرها , حتى لو خسرت الرهان, فإني رجل شريف.
فأسرع السيد "رمزاي" يقول زوجته:
- انزعيها إذًا من صدرك يا عزيزتي , واتركيها للسيد "كلادا" ليفحصها كما يشاء.
فترددت الزوجة لحظة قصيرة ثم أسقطت يديها إلى جانبيها , وهي تقول:
- لست مستطيعة أن أفتح هذا القفل , وآمل أن يكون السيد " كلادا" على ثقة مما أقول.
وخطر لي في تلك اللحظة أن مأساة توشك أن تقع , وأخذت أدعو الله في سري أن تتوقف المناقشة عند هذا الحد, غير أن القنصل قفز من مقعده فجأة وهو يقول:
- لا بأس . أستطيع أنا أن أفتحه بنفسي.
وقرن القول بالعمل , فمد يديه إلى عنق زوجته وسرعان ما انتزع السلسلة الماسية التي تزينه , وقدمها إلى السيد "كلادا" الذي أخذ منظارًا مكبرًا, وأخذ يفحص الماسات في صمت , وفجأة بدت على وجهه علامات الانتصار , وأعاد الحلية إلى السيدة "رمزاي" وقد بدا عليه أنه يهمُّ بأن يقول شيئـًا .. ولكن نظره وقع على وجه الزوجة مصادفة في تلك اللحظة , فلاحظ أنه قد صار أبيضَ كالثلج , وبدا له كأنها توشك أن تفقد الوعي !.. كانت تنظر إلى وجهه بعينين يطل منهما الفزع وتنطقان بالتوسل والرجاء , وكأنها تتوسل إليه ألا يتكلم .والحق أني دهشت شخصيـًّا لأن زوجها نفسه لم يلحظ شيئـًا من هذا كله مع أنه كان ظاهرًا للعيان!
وأطبق السيد "كلادا فمه ولزم الصمت , وبدا لي لحظتها أنه يبذل جهدًا كبيرًا ليسيطر على أعصابه . وران الصمت على الحاضرين لحظة , وأخيرًا قال السيد "كلادا":
- إنني آسف فقد أخطأت ! إذ الواقع أنها ماسات زيفت بمهارة فائقة , وأعتقد أن ثمانية عشر دولارًا تعد ثمنا مناسبا لا غبن فيه.
ثم أخرج السيد "كلادا" من حافظة نقوده ورقة من فئة المائة دولار , وقدمها إلى السيد "رمزاي" معتذرًا عن الجدل الذي أثاره. ومضت لحظة صمت قصيرة قال بعدها القنصل وهو يدس ورقة النقد في حافظة نقوده :
- أعتقد يا صديقي العزيز أن هذا الدرس يكفي , فلا تجادل مرة أخرى فيما ليس لك به علم.
وشعرت في تلك اللحظة أن السيد "كلادا" كان يعاني موقفـًا لا يحسد عليه , إذ لاحظت أن يديه كانتا ترتعدان. غير أنه جاهد كي يتمالك زمام نفسه ولم يعقب بكلمة واحدة .



# # #

وانتشرت القصة بسرعة البرق في كل أنحاء السفينة . وكانت أضحوكة طريفة حقًّـا أن الرجل الذي يعرف كل شيء قد أخطأه التوفيق في أمر يزعم أنه حجة فيه . ومن الغريب أن السيدة "رمزاي" قد لزمت "كابينها" عقب هذا الحادث فلم تبرحها طوال المساء , بل إنها لم تُشاهد وقت العشاء في غرفة الطعام , ولم تحضر السهرة التي أعقبته بحجة أنها مصابة بصداع شديد !!




# # #

واستيقظت مبكرًا في صباح اليوم التالي , ووقفت أحلق لحيتي أمام المرآة , وكان السيد "كلادا" لا يزال مستلقيـًّا في فراشه يدخن سجائره , وفجأة رأيت خطابا صغير الحجم يدفع من تحت الباب , فقرأت على غلافه هذه الكلمات مكتوبة بأحرف كبيرة :"إلى السيد ماكس كلادا" . وفتحت الباب بسرعة لأعرف من يكون مرسل الخطاب أو حامله على الأقل , غير أني وجدت أن الممر الضيق كان خاليـًّا تمامـا !
وناولت الخطاب إلى السيد "كلادا" , وكان لا يزال مستلقيـًّا في الفراش . ومرت لحظة قصيرة أحسست بعدها بأنه يمزق قطعة من الورق , وعندما أدرت وجهي نحوه , مد يده بقطع صغيرة ممزقة من الورق وهو يقول:
- هلا قذفتَ بهذه القصاصات من الكوة إلى البحر الواسع ؟
ولما أجبته إلى طلبه واستدرت نحوه ثانية طالعتني ابتسامة ساخرة كانت قد ارتسمت على شفتيه, ومرت لحظة صمت قصيرة قبل أن يقول :
- ليس من السهل على المرء أن يدعي الجهل !
فقلت له في لهجة شاع في نبراتها مزيد من اللهفة والفضول :
- وهل كانت الماسات حقيقية ؟
ولم يجب الرجل الذي يعرف كل شيء عن سؤالي مباشرة , وإنما نظر في عيني طويلا ثم قال:
- لو كانت لي زوجة صغيرة جميلة لما تركتها تقضي في "نيويورك" عامـًا بأكمله في حين أكون أنا في "كوبا" ! إذ لا شك في أنها ستكون عندئذٍ معرضة لإغراء الهدايا الغالية الثمن !
وشعرت في تلك اللحظة شعورًا واضحـًا بأنني أصبحت لا أكره السيد "كلادا" , الذي كان مشغولا بإعادة ورقة نقد من فئة المائة دولار إلى حافظة نقوده !!



وليم سومرست موم (1874 - 1965م): وُلد وليم سومرست موم في باريس، حيث كان أبوه يعمل في السفارة البريطانية. ودرس الطب بناء على رغبة عائلته، لكنه لم يمارس مهنة الطب , لأنه كان شغوفا بالأدب. وهو روائي وكاتب مسرحي، أصبح واحدًا من أشهرالمؤلفين البريطانيين في بداية القرن العشرين. نال حظوة كبيرة لدى الجمهور أكثرمنها لدى النقاد.تميزت كتابات موم بأسلوب ساخر غير متحيز. من أروع أعماله التي لها أساس واقعي "الرق البشري" وتحكي قصة طالب طب أعرج وقع في حب امرأةلا تهتم بمشاعره.وله مجموعات قصصية منها:"ارتعاشة ورقة","على شاشة صينية","أول شخص وحيد" .ومن أشهر أعماله الكوميدية مسرحية"الدائرة"، التي ترجمت إلىالعربية، ومسرحية"الزوجة الوفية".وقد كان جاسوساً ويعمل في الاستخبارات !
الليدي
الليدي

عدد المساهمات : 2453
نقاط : 30316
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 19/03/2010
العمر : 32
الموقع : syria

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم  Empty رد: رجل يعرف كل شيء" للكاتب الإنجليزي سومرست موم

مُساهمة من طرف ???? الخميس يوليو 28, 2011 1:16 am

شكرا

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى