الإسفنج البحري الذي ينمو في البحار الدافئ

من طرف الجيشاوي الإثنين سبتمبر 13, 2010 8:44 am

تضم البحار والمحيطات أكثر من 90% من أنواع الحيوانات البحرية الموجودة على سطح الأرض ومن بين هذه الحيوانات الإسفنج البحري الذي ينمو في البحار الدافئة وعلى أعماق مختلفة. ويتميز ساحل اللاذقية بوجود أفضل أنواع الإسفنج البحري الذي يعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط والذي عرفه الإنسان الذي قطن الساحل منذ القدم وعرف قيمته. وتدل المكتشفات الأثرية المتوافرة اليوم أن سكان الساحل السوري بدؤوا صيد الإسفنج منذ العهد الكلاسيكي الروماني حين كان الساحل السوري جزءاً من الإمبراطورية الرومانية القديمة.

وكان صيد الإسفنج البحري في العصور القديمة يتم بوساطة آلات خاصة مصنوعة من الخشب والمعادن المتوافرة كالحديد والبرونز وتميزت بنهايات غريبة تشبه المجرفة وبرؤوس حادة ساعدت صيادي الإسفنج على استخراجه من أعماق كبيرة تتراوح بين 12 و45 متراً تحت سطح البحر. حيث كان صيادو الإسفنج يقومون بصيده من الصخور البحرية مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات ليحافظوا على هذا الحيوان شديد الحساسية مراعين بذلك عملية تكاثره وصعوبة صيده الذي كلف الكثير منهم حياته بسبب تعرضهم أثناء استخراجه لضغط كبير داخل المياه.

وأخذت الجهات البحثية في سورية وفي جامعة تشرين تهتم بوضع الإسفنج البحري على الساحل ولاسيما بعد ازدياد التلوث البيئي الذي قلل كثيراً من الأحياء البحرية وفي مقدمتها الإسفنج البحري حيث تطرق الباحثون في أبحاثهم الأخيرة إلى إمكانية زراعة الإسفنج البحري ومحاولة التعرف على الأمراض التي قد تصيبه وهو الذي يشكل بنظر الكثير من هؤلاء الباحثين في مجال الأحياء البحرية المؤشر الحيوي للتلوث الذي أصاب ويصيب البحر. ولعل عمليات الصيد الجائر للأسماك البحرية وخصوصاً استخدام الأنواع المحظورة من الصيد كالصيد بالديناميت كادت تقضي على الإسفنج البحري في مواقعه الأصلية في مناطق المينا و البيضا و رأس البسيط وغيرها فكان لابد من اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين وقد حققت المراقبة الدائمة لعمليات الصيد نتائج جيدة في محاربة هذه الظاهرة الخطرة.

ويقول أحد الباحثين الحيويين للإسفنج إن الإسفنج البحري تشكل مكوناته البروتينية والكيميائية علاجاً للكثير من الأمراض المستعصية كالسرطان وغير