الليث حجو ينهي تصوير خماسية تقاطع خطر في أحضان الريف الساحلي

من طرف **المتيم** السبت مايو 01, 2010 2:35 am

الليث حجو ينهي تصوير خماسية تقاطع خطر في أحضان الريف الساحلي

يخالف المخرج الليث حجو مرة أخرى السائد في الدراما السورية سواء من حيث عدد حلقات المسلسل الواحد والتي ارتبطت بثلاثين حلقة تماشياً مع أيام شهر رمضان المبارك أو من ناحية محاولته تسليط الضوء أكثر على واقع الريف السوري درامياً وكشف خفاياه وذلك من خلال تصديه لخماسية تقاطع خطر تأليف رافي وهبة وإنتاج شركة سامة والتي ينتهي غداً من تصوير مشاهدها الأخيرة في قرية القليلة التابعة لمنطقة القرداحة .

وتحكي هذه الخماسية عن قرية يزورها مستثمر كان يريد أن ينشئ منتجعاً في منطقة مجاورة لكن الأقدار تسوقه إلى هذه القرية قبل يوم من خطوبة أحد أبنائها على إحدى بناتها لتبدأ المفارقات التي تكشف الكثير من حقائق الريف وتبرز الأوجه الدرامية لأبنائه من خلال حبكة قوية وتكثيف درامي يصب في المتن تماماً دون كبير اهتمام بالهوامش.

وتقارب فكرة هذه الخماسية ما تطرحه مسرحية زيارة السيدة العجوز للسويسري فريديريش دورينمارت أو مسرحية مهاجر بريسبان لجورج شحادة كما أنها تقترب من قصة فيل معرض غير لائق لديمي مور رغم الاختلاف بأسلوب الطرح وطريقة المعالجة الدرامية للأحداث.

ويرى المخرج حجو أنه من حق سكان الريف الذي يشكل مساحة كبيرة من سورية الاحتفاء بهم عبر الشاشة الصغيرة وأن يكون لهم مسلسلاتهم الخاصة ولاسيما أن الريف السوري بحاجة لمن يحركه ويحكي عنه والمبادرات الدرامية فيه قليلة وحتى عندما يتصدى له أحد ينظر البعض إلى ذاك الريف على أنه غير واقعي لما يحويه من غرائبية برأيه.

ويعزو مخرج ضيعة ضايعة ذلك إلى أننا لم نعلم أنفسنا بأن هناك دائماً شيئا جديدا لم يحك عنه ولذلك ينبغي ألا نؤطر أنفسنا ضمن ما نتوقع أنه المطلوب من الدراما السورية مبيناً أن هذا ما حدث مع مسلسلالانتظارعندما لم يكن هناك من تحدث كثيراً عن العشوائيات في دمشق وأيضاً مع ضيعة ضايعة.

ويقول حجو الابتكار مطلوب من الجميع وأعتقد أن الجمهور يقبل ما نقدمه له دائماً وليس هو من يريد أن تكون المسلسلات ثلاثين حلقة بل المحطات وشركات الإنتاج لحسابات خاصة بها.

واللافت في موقع التصوير هو اعتماد المخرج على كاميرتين بدل الكاميرا الواحدة التي باتت تصور بها المسلسلات السورية وعن السبب في ذلك يؤكد حجو أنها مجرد خيار فني لضبط حركة المشهد أكثر أو ما يسمى راكورات المشهد ليستمر إحساس الممثل فترة أطول وفي ذلك توفير للجهد واستمرار أفضل للتفصيل الدرامي، وذلك لم يكن قراراً نهائياً فالليث رغم استخدامه لكاميرتين إلا أنه مازال يتعامل مع مشاهده بأسلوب الكاميرا الواحدة.

ويجسد شخصية المستثمر الذي يشكل المحرك الرئيسي للأحداث الفنان أيمن زيدان الذي يقول عن دوره إنني الشخص الذي يأتي إلى مكان راكد ويرمي فيه حجراً فيحركه ويعيد ترتيب أوراقه فتتكشف حقائق جديدة.

ويضيف أن الفكرة اللافتة هي أن هذه الدراما الإنسانية مضغوطة ضمن خماسية تلفزيونية فضلاً عن أنه يتم التعامل معها باحترام شديد وتصور بشروط احترافية مع التركيز على التفاصيل من المخرج الليث حجو.

وتمنى زيدان أن تكون هذه الخماسية بمثابة عودة للمسلسلات القصيرة التي يحن إليها من خماسيات وسباعيات أو مسلسل من ثلاث عشرة حلقة لافتاً إلى أن فكرة الثلاثين حلقة مرهقة وفيها فسحة للثرثرة كما أنها عدد غير مشروع ومبالغ فيه والتخلص منه هو أول الحلول للارتقاء بمستوى الدراما وخاصة أن إيقاع الحياة لم يعد يحتمل هذا العدد من الحلقات.

ويعتبر الفنان جرجس جبارة الذي يلعب دور والد لشابين يريد تزويج أحدهما أن تقاطع خطر هي نبش للذات الريفية من الداخل لافتاً إلى أنه عندما يتعامل مع الليث أو كما أسماه مخرج المواقع الريفية يشعر أن هناك شيئاً جديداً يقدمه.

ويجسد الفنان قاسم ملحو دور ميكانيكي يذكره أهل الضيعة دائما بقصة من الماضي متعلقة بأمه سكر وهذا ما شكل له إرثا مربكا في مجتمع القرية لذلك هو دائماً مضغوط ومشحون وعصابي لكنه في الوقت ذاته طيب القلب.

ويلفت ملحو إلى أن وجوده بدور مغاير عما قدمه سابقاً من أدوار لم يكن ليتحقق لولا وجود مخرج واعٍ كالليث حجو يفكر بطريقة مغايرة ويدير الممثل بأسلوب متميز إضافة إلى الحصانة التي يشكلها هذا المخرج للعمل عبر فهمه الخاص لما يمكن للدراما أن تلعبه في الكشف عن جماليات أخرى مغيبة عن الدراما مبينا أنه كان من الممكن أن يكون التصوير في ريف دمشق بدل هذه القرية في جبال الساحل السوري لكنه لن يكون مقنعاً وعفوياً بالقدر ذاته.

بدوره بين الفنان عمر حجو أن ميزة دوره كأب لعروس الضيعة أنه ضمن خماسية أحداثها مكثفة لذلك فهي بحاجة إلى حرفية في العمل لافتاً إلى أنه رغم كونه والد المخرج إلا أنه يتعامل معه في موقع التصوير كشخص غريب ويعلل حجو ذلك لأن الليث هنا هو رب العمل والمسؤول عنه وأنا مجرد أداة طيعة بين يديه وأنظر إليه على أنه المعلم مستبعداً سلطة الأب على ابنه لأنني تعلمت أن أكون مطيعاً لأي مخرج أعمل معه.

أما جميلة الشخصية التي تعرف جوهر أهالي الضيعة جميعا وتعرف نواياهم وتراهم بلا أقنعة فتجسدها الفنانة شكران مرتجى وتقول عنها إنها شخصية مجنونة وعاقلة في الوقت ذاته حسب اختلاف زاوية النظر إليها وهي تحوم حول الشخصيات الأخرى تقرأ أفكارهم والأشياء التي لا يصرحون بها كما لها علاقة مع أخيها شبلي الذي تعامله كأم وأخت في الوقت ذاته.

ويلعب الفنان نضال سيجري شخصية شبلي الشاب المتبصر الذي يعاني من مشكلة نفسية تجعله لا يتكلم رغم أنه ليس أخرس لكنه يمتلك حدساً وإحساساً كبيراً أنه بعد مجيء ذاك الغريب إلى الضيعة والتحولات التي أحدثها في أهلها فإن ذلك سيقودهم إلى الخراب.

ويقول سيجري النص يرينا مجتمع الضيعة على حقيقته وليس كما نشتهيه وننظر إليه دائماً على أنه جزء من الجنة وبلا عيوب.

من طرف الجيشاوي السبت سبتمبر 11, 2010 2:14 pm

أيه ياترى راح تطلع حلوة

الليث حجو ينهي تصوير خماسية تقاطع خطر في أحضان الريف الساحلي

الليث حجو ينهي تصوير خماسية تقاطع خطر في أحضان الريف الساحلي

رد: الليث حجو ينهي تصوير خماسية تقاطع خطر في أحضان الريف الساحلي