بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المتيم | ||||
لوليتا | ||||
الجيشاوي | ||||
الليدي | ||||
اسكندر الكبير | ||||
ميريلا | ||||
شبح الليل | ||||
العاشق | ||||
k-starnight | ||||
دمعة أمل |
سلامة الصدر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
سلامة الصدر
من أعظم نِعَمِ الله تعالى على العبد المسلم أن يجعل صدره سليماً منالشحناء والبغضاء ، نقياً من الغلِّ والحسد ، صافياً من الغدر والخيانة ،معافىً من الضغينة والحقد ، لا يطوي في قلبه إلا المحبَّة والإشفاق علىالمسلمين .
قد يجد المرء من بعض إخوانه أذىً أو يصيبه منهم مكروه ، وربما يسرف بعضإخوانه في جرحه أو الحط من قدره ، بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى أنيفتري أحد إخوانه عليه الكذب ويتهمه بالسوء .. ومع ذلك كله تراه يدعو اللهعز وجل بقلب صادق أن يتوب على إخوانه ، ويتجاوز عنهم ، ويهديهم سبيلالرشاد ، ولا يجد في نفسه سبيلاً إلى الانتقام أو الانتصار للنفس . وبقدرإدبارهم عنه وأذاهم له ، يكون إقباله عليهم وإحسانه إليهم ، يهتدي دائماًبقول الله تعالى :( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ( فصلت : 34-35 )
كما يهتدي بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله !إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعونني ، وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلُمُعنهم ، ويجهلون عليّ !! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لئن كنتكما قُلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ [1] ، ولا يزال معك من الله تعالىظهير عليهم ما دمتَ على ذلك » [2] .
وما أجمل قول الشاعر :
إذا أدْمَتْ قوارِصُكم فُؤادي ...... صبرتُ على أذاكُم وانطويتُ
وجئت إليكمُ طَلْقَ المُحَيَّا ...... كأنِّي ما سمعتُ ولا رأيتُ
كم يعلو قدر الإنسان ، وتشرُف منزلته حينما يصل إلى هذه المنقبة العظيمةوالخَلَّة الكريمة التي لا يقوى عليها إلا ذوو الصدق والإخلاص .. ولايستطيع أن يصل إلى أعتابها إلا من جاهد نفسه حق المجاهدة ، وفطمها عنشهواتها .. ؟!
أرأيتإلى ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلمثلاثاً إلى أنه من أهل الجنة ، فلما ذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاصوبات عنده ثلاث ليال فلم يره فعل كبير عمل ، فعجب عبد الله من حاله وسأله: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الرجل : «ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولاأحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه » . فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق ! [3] .
إن هذه الصفة الجليلة من الصفات التي رفعت أقدار الصحابة رضي الله عنهمفها هو ذا سفيان بن دينار يقول : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبيطالب رضي الله عنه أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : ( كانوا يعملونيسيراً ويؤجَرون كثيرا ً» ). فقال سفيان : ولِمَ ذلك ؟ قال : ( لسلامةصدورهم )[4] .
ولهذا بيَّن ابن القيم أن سلامة القلب : « مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاقحلاوته ، وهو أن لا يشغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى دركثأره ، وشفاء نفسه ؛ بل يفرغ قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوهمنه أنفع له ، وألذ وأطيب ، وأعون على مصالحه ؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيءفاته ما هو أهم عنده ، وخير له منه ، فيكون بذلك مغبوناً ، والرشيد لايرضى بذلك ، ويرى أنه من تصرفات السفيه ؛ فأين سلامة القلب من امتلائهبالغل والوساوس ، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟ » [5] .
إن ثمة حقيقة في غاية الأهمية والخطورة :
وهي أن بعض صفوف الدعاة قد يكدرها بعض الأذى والسوء ، فقد أصبح الشغلالشاغل لبعض الجهلة والقاعدين البطالين هو الوقوع في أعراض إخوانهم ، ثماشتغل آخرون بإشاعة السوء والنميمة، يفرون في أعراض الناس فرياً ، ولايقيمون وزناً لكبير ولا صغير ، ولا يخافون الله تعالى في لحوم إخوانهم !!،
واشتغل بعض من جرحهم هؤلاء بالرد عليهم وتبرئة ساحتهم ، وإذا كان بعض ذلكمشروعاً ، إلا أن الخوف كل الخوف أن يتحول إلى مجرد انتصار للنفس وتنفيسللهم ، ينشغل بذلك عن الأوْلى والأهم .
أما النفوس العليَّة الكبيرة العامرة بنور القرآن ، وذكر الرحمن فإنها لاتلتفت إلى هذه الصغائر ، ولا تشغلها تلك التوافه عن السير قُدُماً في هذاالطريق ؛ فالناس في شغل ، وأولئك الأبرار في شغل آخر .. الناس في قيل وقال، وأولئك الأطهار لهم شأن آخر وهم أعظم ، ومن نذر نفسه وجنّد وقته لخدمةدين الله تعالى فأسهر ليله وأشغل نهاره في تتبع أحوال المسلمين وعلاجمشكلاتهم أيجد في نفسه اطمئناناً لسماع الوشاة ، أو رغبة في الانتصارللذات ؟!
قد رشَّحوك لأمرٍ لو فَطِنْتَ له فاربأْ بنفسك أن تَرعَى مع الهَمَلِ
إنالأمة الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة تكالبَ فيها الأعداء عليها من كل مكان ،وأمامها مفرق طريق ، ولا وقت هنا للهو والعبث والاشتغال بهذه الهمومالوضيعة التي أدنى ما فيها أنها تشتت الفكر ، وتقبض الصدر ، وتلهي الإنسانعن معالي الأمور .. !
قد يجد المرء من بعض إخوانه أذىً أو يصيبه منهم مكروه ، وربما يسرف بعضإخوانه في جرحه أو الحط من قدره ، بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى أنيفتري أحد إخوانه عليه الكذب ويتهمه بالسوء .. ومع ذلك كله تراه يدعو اللهعز وجل بقلب صادق أن يتوب على إخوانه ، ويتجاوز عنهم ، ويهديهم سبيلالرشاد ، ولا يجد في نفسه سبيلاً إلى الانتقام أو الانتصار للنفس . وبقدرإدبارهم عنه وأذاهم له ، يكون إقباله عليهم وإحسانه إليهم ، يهتدي دائماًبقول الله تعالى :( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ( فصلت : 34-35 )
كما يهتدي بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله !إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعونني ، وأُحسِنُ إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلُمُعنهم ، ويجهلون عليّ !! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لئن كنتكما قُلتَ فكأنما تُسِفُّهم المَلَّ [1] ، ولا يزال معك من الله تعالىظهير عليهم ما دمتَ على ذلك » [2] .
وما أجمل قول الشاعر :
إذا أدْمَتْ قوارِصُكم فُؤادي ...... صبرتُ على أذاكُم وانطويتُ
وجئت إليكمُ طَلْقَ المُحَيَّا ...... كأنِّي ما سمعتُ ولا رأيتُ
كم يعلو قدر الإنسان ، وتشرُف منزلته حينما يصل إلى هذه المنقبة العظيمةوالخَلَّة الكريمة التي لا يقوى عليها إلا ذوو الصدق والإخلاص .. ولايستطيع أن يصل إلى أعتابها إلا من جاهد نفسه حق المجاهدة ، وفطمها عنشهواتها .. ؟!
أرأيتإلى ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلمثلاثاً إلى أنه من أهل الجنة ، فلما ذهب إليه عبد الله بن عمرو بن العاصوبات عنده ثلاث ليال فلم يره فعل كبير عمل ، فعجب عبد الله من حاله وسأله: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال الرجل : «ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، ولاأحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه » . فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق ! [3] .
إن هذه الصفة الجليلة من الصفات التي رفعت أقدار الصحابة رضي الله عنهمفها هو ذا سفيان بن دينار يقول : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي بن أبيطالب رضي الله عنه أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : ( كانوا يعملونيسيراً ويؤجَرون كثيرا ً» ). فقال سفيان : ولِمَ ذلك ؟ قال : ( لسلامةصدورهم )[4] .
ولهذا بيَّن ابن القيم أن سلامة القلب : « مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاقحلاوته ، وهو أن لا يشغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى دركثأره ، وشفاء نفسه ؛ بل يفرغ قلبه من ذلك ، ويرى أن سلامته وبرده وخلوهمنه أنفع له ، وألذ وأطيب ، وأعون على مصالحه ؛ فإن القلب إذا اشتغل بشيءفاته ما هو أهم عنده ، وخير له منه ، فيكون بذلك مغبوناً ، والرشيد لايرضى بذلك ، ويرى أنه من تصرفات السفيه ؛ فأين سلامة القلب من امتلائهبالغل والوساوس ، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟ » [5] .
إن ثمة حقيقة في غاية الأهمية والخطورة :
وهي أن بعض صفوف الدعاة قد يكدرها بعض الأذى والسوء ، فقد أصبح الشغلالشاغل لبعض الجهلة والقاعدين البطالين هو الوقوع في أعراض إخوانهم ، ثماشتغل آخرون بإشاعة السوء والنميمة، يفرون في أعراض الناس فرياً ، ولايقيمون وزناً لكبير ولا صغير ، ولا يخافون الله تعالى في لحوم إخوانهم !!،
واشتغل بعض من جرحهم هؤلاء بالرد عليهم وتبرئة ساحتهم ، وإذا كان بعض ذلكمشروعاً ، إلا أن الخوف كل الخوف أن يتحول إلى مجرد انتصار للنفس وتنفيسللهم ، ينشغل بذلك عن الأوْلى والأهم .
أما النفوس العليَّة الكبيرة العامرة بنور القرآن ، وذكر الرحمن فإنها لاتلتفت إلى هذه الصغائر ، ولا تشغلها تلك التوافه عن السير قُدُماً في هذاالطريق ؛ فالناس في شغل ، وأولئك الأبرار في شغل آخر .. الناس في قيل وقال، وأولئك الأطهار لهم شأن آخر وهم أعظم ، ومن نذر نفسه وجنّد وقته لخدمةدين الله تعالى فأسهر ليله وأشغل نهاره في تتبع أحوال المسلمين وعلاجمشكلاتهم أيجد في نفسه اطمئناناً لسماع الوشاة ، أو رغبة في الانتصارللذات ؟!
قد رشَّحوك لأمرٍ لو فَطِنْتَ له فاربأْ بنفسك أن تَرعَى مع الهَمَلِ
إنالأمة الإسلامية تمر بمرحلة خطيرة تكالبَ فيها الأعداء عليها من كل مكان ،وأمامها مفرق طريق ، ولا وقت هنا للهو والعبث والاشتغال بهذه الهمومالوضيعة التي أدنى ما فيها أنها تشتت الفكر ، وتقبض الصدر ، وتلهي الإنسانعن معالي الأمور .. !
اسكندر الكبير- عدد المساهمات : 1783
نقاط : 27167
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
العمر : 35
رد: سلامة الصدر
الله يسلمك يا اسكندر
شبح الليل- مشرف القسم الإسلامي
- عدد المساهمات : 1491
نقاط : 27267
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
العمر : 34
الموقع : الامازون
رد: سلامة الصدر
مشكور اسكندر
كلام رائع والله يحمي الأمة الإسلامية من غدر اعدائها
كلام رائع والله يحمي الأمة الإسلامية من غدر اعدائها
ميريلا- عدد المساهمات : 1665
نقاط : 27739
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
العمر : 33
الموقع : syria
رد: سلامة الصدر
شكرا لكم
اسكندر الكبير- عدد المساهمات : 1783
نقاط : 27167
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/08/2010
العمر : 35
مواضيع مماثلة
» هـــــــــــــاني سلامة
» سلامة موسى..الأدب الانجليزي الحديث
» هاني سلامة سفير الـ"يونيسف" لمكافحة شلل الأطفال
» محسن جابر يقاضي دياب بسبب محطته الإذاعية .. والهضبة يؤكد سلامة موقفه
» سلامة موسى..الأدب الانجليزي الحديث
» هاني سلامة سفير الـ"يونيسف" لمكافحة شلل الأطفال
» محسن جابر يقاضي دياب بسبب محطته الإذاعية .. والهضبة يؤكد سلامة موقفه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء نوفمبر 23, 2021 4:41 pm من طرف المتيم
» اكسسوارات للعروس
الثلاثاء مايو 28, 2013 12:11 am من طرف لوليتا
» أعرفي شخصيتك من وزنك
الإثنين مايو 27, 2013 11:56 pm من طرف لوليتا
» سجل حضورك بالصلاة على المصطفى..
الإثنين مايو 27, 2013 11:52 pm من طرف لوليتا
» صور الممثلة المكسيكية maite perroni
الإثنين مايو 27, 2013 10:38 pm من طرف المتيم
» أحذية أطفال
الإثنين مايو 27, 2013 10:34 pm من طرف المتيم
» أسرع حيوان.. مهدّد بالإنقراض
الإثنين مايو 27, 2013 10:33 pm من طرف المتيم
» عطر فرزاتشي للرجال
الإثنين مايو 27, 2013 10:00 pm من طرف لوليتا
» تسريحات 2014
الإثنين مايو 27, 2013 9:56 pm من طرف لوليتا